أداعي القبر (اللحن الثاني)

(أداعي القبر إن القبر لا يدري)

أداعي القبر إن القبر لا يدري ولا يسمع

ولو أسمعته يوماً فلا والله لا ينفع

أداعي القبر كم سور أتت آياتها تمنع

وسورة "فاطر" فيها و "نمل" غاية المقنع

أما تقرأ ما أنت لمن في القبر بالمسمع

ولست بمسمع الموتى أما تبصر أو تسمع

وآيات مفصلة كثير كلها يمنع

أتدعو ميتاً أضحى رهين القبر والمصرع

له في نفسه شغل عن شغل الورى أجمع

وهذا سيد الثقلين عند الحوض إذ يفزع

يقال له لقد زاغوا وخلوا واضح المهيع

وإنك بعد ما مت فلا تدري الذي يصنع

كذلك سعينا بالموت عند حلوله يقطع

فلا يبقى لنا بصر ولا سمع به نسمع

ولو يبقى لنا عمل سمعنا الذكر إذ يصدع

أداعي القبر إن القبر لا يعطي ولا يمنع

وما بيديه من ضر وما بيديه أن ينفع

وعند الله رب العرش كل أمورنا أجمع

فما تبغيه من نفع فسله وحده وأقنع

وما تخشاه من ضر فعذ بالله وإستدفع

فذي الدنيا مع الأخرى جميعاً ملكه أجمع

فإن الله خالقنا وإن لربنا المرجع

وربك قال فادعوني فأخلص في الدعاء وأخضع

قريب ربنا منا مجيب، واسع يسمع

وداعي غيره يرمى ذليلاً في لظى أخنع

نعوذ بربنا منها فبئس الدار والمربع

وبئس الجار والسكان، بئس الزاد والمضجع

أداعي القبر إن القبر لا يجدي ولا يشفع

ولو كان الذي فيه نبياً مرسلاً مودع

ولو كان الذي تدعو ملاكاً في السماء أرفع

ولو كان الذي تدعو ولياً صالحاً أورع

فما لله من شركاء أو شفعاء تستشفع

من الموتى وأملاك وأوثان لها يفزع

سوى من يأذن الرحمٰن بعد البعث أن يشفع

له في حق من يرضى كما في النجم لو تقنع

كذلك آية الكرسي نور ضيائها يسطع

وإن الله لا يرضى لأهل الشرك أن يشفع

وأسعد من يفوز بها كما قد صح في المرجع

ذوو الإخلاص في التوحيد فالزم غرزه وأتبع

أداعي القبر خذ نصحي فإني ناصح فاسمع

دع الإشراك بالأنداد وأنبذ رقها وأخلع

لربك وحده فأسجد لربك وحده فأركع

لربك وحده فأرهب لربك وحده فأخشع

لربك وحده فأرغب بربك وحده فأطمع

وربك وحده فأدعوا ولذ بالله في المفزع

وحاذر من شيوخ السوء بالشبهات لا تخدع

فهذا الحق متضح جلي مسفر المطلع

به الآيات قد نطقت بياناً ماله مدفع

وهذي سنة الهادي كضوء الشمس إذ تسطع

وسنة صحبه طراً وسنة من لهم يتبع

فما العذر الذي تدلي به في الحشر قد ينفع

أيا رباه بصرهم قبيل الروح أن تنزع

ويا رباه ثبتنا على التوحيد لا نرجع

فإن قلوبنا بيديك فأحفظها فلا تنزع

وصل الله يا ربي وسلم ما الضيا شعشع

على المبعوث بالتوحيد وأجمعنا به أجمع

(على المبعوث بالتوحيد وأجمعنا به أجمع)